زمرة السعودية في اليمن يفخخون كل تعايش اجتماعي ممكن بين أبناء البلد
27 يوليو، 2016
392 4 دقائق
يمنات
محمد عايش
طابور السعودية في اليمن يزرع كل شبر على خارطة التعايش الاجتماعي في البلاد؛ بالألغام:
أمس، مثلا، وبالتزامن مع التطهير “العرقي” في الصراري، روجوا خبرا مفاده أن أبو علي الحاكم اجتمع بالهاشميين في ذمار و هاجم القبائل ووصفهم بأنهم مرتزقة وأتباع من يدفع أكثر..
الخبر خيال علمي طبعا ولا صحة له (و إضافة لكونه يحتاج الى قائد عسكري غبي جدا كي يقول كلاما مثله؛ فقد نفاه لي أبو علي الحاكم جملة وتفصيلا ساخرا منه وقائلا إنه أصلا لم يكن في ذمار مؤخرا ولم يزرها منذ أشهر)، لكن دلالة مثل هذا الاختلاق واضحة في إشارتها إلى الرغبة الملحة لدى طابور السعودية (وخصوصا الإخوان) في تفجير كل صراع اجتماعي ممكن في اليمن: مناطقي، طائفي، مذهبي، سلالي.. وما يعرفه أو لايعرفه الناس من عناوين انقسامية وصراعية أخرى.
معركتهم لم تكن يوما ما وطنية، ليسوا وطنيين أصلا وإلا لاكتفوا بقتال الحوثيين تحت عنوان واحد، ولو على سبيل التضليل، هو عنوان “الشرعية والانقلاب” ..
لكن قضيتهم غير وطنية، ولذلك لم يستطيعوا أن يخلقوا أي خطاب وطني متماسك، كمظلة للحرب والعدوان، فسيطر الخطاب العنصري على مجمل خطابهم، لتصبح معاركهم تبعا لذلك معارك جهوية متخلفة ومنحطة:
في الجنوب كانت معركتهم ضد “الشماليين الدحابشة”..
وفي تعز ضد “القبائل المبردقين” أو ضد “الهضبة” أو ضد “مطلع”..
وحين يحرضون على انتقال المعركة إلى المنطقة القبلية فإنهم يحرضون عليها باعتبارها معركة “القبائل” ضد “السادة”!
زمرة السعودية في اليمن يفخخون كل تعايش اجتماعي ممكن بين أبناء هذا البلد، وعلى الجميع الحذر حيال الفخاخ العديدة التي يزرعونها في هذا السياق تحت أكثر من عنوان ويافطة.